تصميم ومتابعة وتطوير المدونة بواسطة :

تم عمل هذه المدونة بواسطة : أحمد السعيدي
http://aldhafaeri.blogspot.com/


الخميس، 16 فبراير 2012

أحمد محارب الظفيري : الله يستر على الزرزور والعصفور!




في زمن الصيد الجائر للطيور 


أحمد محارب الظفيري : الله يستر على الزرزور والعصفور! 








ريهام محمد 


في العدد السابق من حديثنا الشيق مع علامة التاريخ العربي والعاشق للبيئة العربية التراثية بكل تفاصيلها الباحث في التراث أحمد محارب الظفيري تحدثنا عن الطيور العربية وأنواعها وأماكن عيشها وطيرها وكيف كانت تزين الأنواع الرقيقة منها سماء الجزيرة العربية بتغريدها وألحانها الصافية ومن جانب آخر كيف كانت الأنواع القوية من الطيور كالصقور والعقبان تعبر عن شموخ العرب وقوة شخصيتهم وحدة طباع البدو ورباطة جأشهم. وفي عددنا هذا نكمل الحديث عن عالم الطيور العربية مع الظفيري ولكننا سنتحدث عن انقراض أنواع عديدة من الطيور العربية بسبب تقاليد الصيد الجائر والتطور التكنولوجي الذي بدلا من أن يوظف لصالح خدمة البيئة وحيواناتها والإنسان الذي هو ابن البيئة بات سبيلاً للقضاء على الكائنات الحية التي تحفظ التوازن البيئي ووسيلة لشعور العابثين والتافهين بلذة القتل غير المبرر لأروع حيوانات البيئة العربية ألا  وهي الطيور.


طيور العرب
بحزن شديد تنهد الباحث في التراث أحمد محارب الظفيري وقال: (يوم عرفنا السيارة والطيارة والبندقية اختفت حيواناتنا الجميلة وطيورنا التي كانت تزين سماءنا وبكل أسف هذا التطور الهائل والكبير في حياتنا لم يواكبه تطوير وتعديل للقوانين التي تحمي الحياة الفطرية بكل محتوياتها من طيور وحيوانات، ونسينا وسط التقدم الذي نعيشه أن الإنسان والحيوان أبناء للبيئة، وكلاهما يؤثر ويتأثر بها وما نملكه من حيوانات ثروة بيئية سرعان ما تخبو وتختفي إذا ما أهملناها، وبرؤيا عيني حزنت حزنا شديدا عندما رأيت العقاب أعظم طيور العرب وأقواها مضروب في بر بجانب منطقة الروضتين وكان يسحب جناحه الطويل جداً وينزف الدماء التي كانت تشعرني بالأسى على ما وصل إليه بعض أبنائنا في استهتارهم بكائنات المولى عز وجل، وحتى الصيد الذي كان لذة العرب قديما وفن يخضع لأصول وطقوس بات الآن بفضل التكنولوجيا جائراً وعشوائياً ومدمراً للبيئة وبسبب ذلك غيرت الطيور مسارها وتشوشت البوصلة البيولوجية لها فباتت الطيور العربية تنقل لأبناءها وأحفادها الخطر المحدق بها والذي يزداد يوما بعد يوم من خلال جيناتها وفطرتها فتمنعهم من الطير هناك وتغير مسار هجرتهم إلى ذاك.


طير الفري
وتابع الظفيري شارحا أساليب الصيد الجائر التكنولوجية الحديثة التي يستخدمها بعض الشباب العابث حيث قال: طير الفري الذي يسمونه حاضرة الخليج فري وبادية الخليج مريعي يصدر أصوات جميلة ومميزة الآن اخترع البعض آلات تصدر أصواتاً شبيهة بصوته يتم نصبها في البر على مرتفع وليكن عمود مثلاً وتبدأ الآلة بإصدار أصوات الفري فيتخيل الطائر المسكين وجماعته أن هناك من الطيور من أبناء جنسه ينادون عليه فيسير ويطير باتجاه مصدر الصوت هنا تكون بنادق العابثين الجائرين بانتظاره ورفاقه وامتد الأمر ليشمل عمل آلة لكل نوع من أنواع الطيور فهناك ألة تصدر أصوات القطا وأخرى الحباري وثالثة الفري وهكذا، فلكل طير آلة والقاسم المشترك في كل هذه التصرفات العبثية الجائرة بندقية العابث التي تكون بالمرصاد للطيور المسالمة والجميلة.
وأشار الظفيري إلى أن الطيور جزء أساسي وهام في الحياة الفطرية ويجب المحافظة عليها لأنها تحفظ التوازن البيئي بأكلها للحشرات والديدان بدلاً من أن تكثر وتغطي مناطق واسعة وليس ذلك فقط بل إنه توجد طيور مثل الباشو وهو نوع من أنواع الصقور تصيد الأفاعي وتحول دون تكاثرها حيث يبحث الباشو عن الأفعى ويطير حولها ثم يرفعها ويضربها في الأرض فتموت، وفي بر الشعيبة والسالمي الآن يقول الظفيري معلقا بلهجته البدوية الجميلة دويا كثر الأفاعي في الشعيبة والسالمي ويتساءل لماذا؟ لأن المعادلة اختلت والقتل أصبح جائراً وعلى الطيور والحيوانات التي تحفظ التوازن البيئي.


الزرزور والعصفور
ثم استطرد الظفيري قليلاً وقال: ولا أدري ماذا سيحدث بعد الآن ففي زمن الصيد الجائر للطيور الله يستر على الزرزور والعصفور تلك الطيور الجميلة التي تغرد بسلام بألوانها الرمادية والصفراء وتظهر في فصل الربيع لتعلن بغنائها العذب روعة المظاهر الطبيعية وحالة فرحها.
وواصل حديثه: وما يشعرني بالارتياح قليلا أن الدولة تستدرك أهمية الطيور وغيرها من الحيوانات ولذلك أسست وخصص مواقع للمحميات الطبيعية وأبرزها محمية الشيخ صباح وتساءل ولكن لماذا لا يتم وضع قوانين رادعة وحاسمة تحدد أوقات الصيد وأدواته وتجرم الأدوات التي يتم من خلالها اصطياد الطيور بشكل عبثي فمن آمن العقوبة أساء الأدب، وان كان لدينا فعلا قوانين لتنظيم الصيد فلماذا هي مجرد حرب على ورق من دون تفعيل أو تنفيذ حقيقي؟






المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 101

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق