تصميم ومتابعة وتطوير المدونة بواسطة :

تم عمل هذه المدونة بواسطة : أحمد السعيدي
http://aldhafaeri.blogspot.com/


الاثنين، 2 أبريل 2012

محمد الفاتح .. على يديه تحققت بشارة الرسول وفُتحت القسطنطينية


محمد الفاتح .. على يديه تحققت بشارة الرسول وفُتحت القسطنطينية




مادة شيقة يقدمها الباحث في التاريخ والتراث أحمد بن محارب الظفيري في هذه الحلقة عن السلطان محمد الثاني فاتح مدينة القسطنطينية حيث يسلط الضوء على المعركة العظيمة التي شهدت تحقق بشارة الرسول الكريم على يد ذلك السلطان المنصور بسقوط القسطنطينية والتحاقها بأراضي المسلمين.

ويتحدث الظفيري عن مولد ونشأة محمد الفاتح وكيف رباه ابوه السلطان مراد الثاني على الإسلام وحب التعلم والقراءة وترجمة الكتب والاطلاع على اللغات، وكذلك كان يأخذه معه الى المعارك حتى اصبح فارسا عظيما.
السلطان محمد فتح القسطنطينية وعمره 23 عاما وفيما يلي تفاصيل مهمته عن تلك المعركة العظيمة وشخصية هذا القائد الفذ، فإلى التفاصيل:
ولد السلطان محمد الثاني «الفاتح» في مدينة أدرنه في سنة 836هـ/ ليلة الثلاثين من مارس سنة 1432، ووالده هو السلطان مراد الثاني «ت 863هـ/1451م» من اعاظم سلاطين بني عثمان، ووالدته هي السلطانة المسلمة خديجة عليمة ابنة الأمير المسلم اسفنديار بيك. والسلطان محمد الثاني هو سابع السلاطين العثمانيين الذين حكموا الدولة العثمانية.
وترتيب نسبه كالآتي، هو السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد بن مراد الأول العثماني.

كيفية تربيته وتنشئته:

هتم والده بتربيته وتنشئته وفق تعاليم الإسلام وشريعته الغراء وعهد بتربيته وتعليمه الى مجموعة منتخبة من العلماء الكبار العاملين في مدرسة أبناء السلاطين،
يرأسهم شيخ الإسلام الكبير شهاب الدين احمد بن اسماعيل بن عثمان الكوراني الحنفي «ت 894 هـ» وعلى يدي هذا الشيخ المسلم الكبير ختم محمد الثاني القرآن الكريم، وبلغ من شدة تأثره بشيخه ومعلمه احمد الكوراني، انه عندما تسلم حكم الامبراطورية العثمانية اسند مهمة القضاء اليه، اعترافا بعلمه وبفضله ومكانته الكبيرة.
وكان السلطان محمد الثاني ملتزما غاية الالتزام بأوامر الشرع ونواهيه فكان يتجنب ويبتعد عن كل المأكولات والمشروبات المحرمة اسلاميا، ويتصف مجلسه ومائدة طعامه بالبساطة والتواضع.
وكان يملك مكتبة عامرة بكتب الدين والتاريخ والأدب العربي الإسلامي، وكتب تاريخ السلاطين والملوك والقادة العظام عبر مختلف العصور. وكان كثير المجالسة والمناقشة مع العلماء المسلمين، يزورهم في مجالسهم وفي حلقات دروسهم، فظهر ذلك جليا واضحا في كل تصرفاته وفي اخلاقه ومميزاته الشخصية التي تعطرت وسمت فترفعت عن الدنايا بفعل شريعة الاسلام التي التزم فيها قولا وعملا.
وكان السلطان محمد الثاني يجيد عدة لغات كتابة وقراءة وحديثا منها اللغة العربية والفارسية واليونانية والصربية والسلافية اضافة الى لغته التركية. يقول عنه الرحالة الايطالي لنجستو:
«السلطان العثماني محمد الثاني شاب في السادسة والعشرين من العمر. ان هذا الرجل هو الذي علينا معشر المسيحيين ان نواجهه، انه شديد المراقبة والحذر، قادر على تحمل المشقة والبرد والحرارة والعطش والجوع». وفعلا كان السلطان محمد الثاني قادرا على تحمل المشاق والصعوبات لأنه تمرس عليها ايام الصبا والشباب.
حيث كان والده السلطان مراد الثاني دائم التعليم له على فنون الفروسية من ركوب الخيل والمبارزة والضرب والطعن بالسيف والرمح والقوس والنشاب، وكان في اكثر الاحيان يأخذه والده معه في غزواته ومعاركه ليزداد خبرة ومراسا على الشجاعة وقيادة الجيوش ومناظرة الفرسان في ميادين المعارك والقتال.

فتح بلدان أوروبا

عندما تسلم السلطان العثماني محمد الثاني«ت1481م» حكم الإمبراطورية العثمانية خلفا لابيه السلطان مراد الثاني«ت1451م» كانت اراضي دولته قد توسعت في أوروبا كثيرا، حيث اصبحت اراضيها تشمل جزيرة الموره «اليونان» ومقدونيا وبلغايا وسواحل البحر الأسود الشرقية حتى مهب نهر الفولجا، وشبه جزيرة القرم، وتمتد غربا حتى سهل المجر وأصبحت اراضيها في أوروبا أكثر من اراضيها في آسيا الصغرى وبذلك تحولت الدولة العثمانية إلى دولة أوروبية.
وكانت مدينة القسطنطينية الشهيرة«عاصمة أوروبا النصرانية» بموقعها الاستراتيجي  المحصن تقف شامخة بأسوارها الحصينة العملاقة، فاصلة أملاك الدولة العثمانية في آسيا الصغرى عن املاكها الكثيرة في أوروبا، لذلك قرر السلطان العثماني المسلم محمد الثاني بعد ان تسلم الحكم ان يتدبر الأمر مع قادة جيوشه وعلماء دولته من أجل الاعداد والتجهيز للأسباب الموجبة للنصر ليتحقق على يديه فتح هذه المدينة الكبيرة ذات التاريخ النصراني العريق.
والسلطان محمد الثاني يعلم حق العلم ويعرف جيدا ان هناك وعدا مؤكدا من النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- ان هذه المدينة ستفتح على يد أحد امراء المسلمين،
ولكنها استعصت على الفتح أمام كل الحملات الاسلامية التي حاولت فتحها منذ عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.
ومرورا بكل العهود العربية الاسلامية المتلاحقة، هذه المدينة التي استشهد تحت اسوارها الحصينة اعداد من شهداء المسلمين على رأسهم شيخ الشهداء أبو ايوب الانصاري صاحب رسول الله محمد بن عبدالله- صلى الله عليه وسلم-
وكانت الأمنية بفتح هذه المدينة قائمة وشاخصة باستمرار في ضمائر وعقول المسلمين وعلمائهم الاعلام على مر العصور وتعاقب الأيام والدهور.
لأن رسولهم الأمين الصادق بشر اجدادهم المسلمين الأوائل أيام ضعفهم اثناء غزوة الخندق وهم انذاك في المدينة قائلا لهم:«لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش» «راجع مسند الامام أحمد بن حنبل».
ومن المؤكد المجزوم ان هذا الحديث النبوي الشريف يتردد في عقل وضمير السلطان محمد الثاني، لذلك وجدناه دائما يتوسل إلى ربه في سره وعلنه قائلا: يارب حقق بشرى رسولنا الكريم بفتح القسطنطينية على يدي لاتشرف أنا وجيشي بهذا«النعم» النبوي الشريف.

فتح القسطنطينية:

بعد حوالي ثلاث سنوات من تولي محمد الثاني «الفاتح» حكم الدولة العثمانية، أي في ربيع الأول من عام 857هـ / 1453م بدأ الزحف الكبير نحو مدينة القسطنطينية ومحاصرتها وتم تزويد الجيش العثماني باعداد كبيرة من الأطواب «المدافع» الضخمة، وتم كذلك تزويد القوة البحرية العثمانية باعداد كبيرة من السفن البحرية بحيث اصبحت سفن ومعدات الاسطول البحري العثماني متمكنة وقادرة بكل جدارة وفاعلية على اغلاق خليج القسطنطينية، ومحاصرة الجانب الأوروبي من خليج البسفور، وكانت الامدادات والتموينات بالاسلحة والطعام والدواء والملابس والتجهيزات العسكرية تتدفق على الجيش العثماني باستمرار، وكان هناك خط ثان وثالث من الرجال العسكر المتدربين على مختلف صنوف الأسلحة اضافة الى طواقم الاطباء والمسعفين المتخصصين، وتوجه كل هذه الأمور العسكرية معنويا باعداد كبيرة من رجال الدين الاسلامي على اختلاف مناصبهم ودرجاتهم العلمية، وكان السلطان محمد يقف بنفسه كالطود الشامخ امام هذه الجيوش قائدا وموجها يرافقه هيئة أركانه وكبار علماء الدولة المسلمين، وكانت الأوامر الصادرة منه الاستمرار بقراءة آيات الجهاد والنصر والاحاديث النبوية الشريفة بين صفوف الجند لتحثهم على الثبات والشجاعة والاستشهاد في سبيل الإسلام وإعلاء كلمة الله وتطبيق شرعه الحنيف في هذه الديار.
وبعد ان تم ضرب اسوار المدينة بالمدافع الضخمة، تمت المباشرة بعمل قلاع عملاقة من الخشب المغطى بالجلود السميكة، وكانت هذه القلاع تتكون من ثلاثة طوابق ارتفاعها أعلي من ارتفاع اسوار المدينة وتقدمت هذه القلاع الخشبية في صباح يوم 21 مايو 1453م وهي محملة بالجنود والأسلحة في طوابقها الثلاث، ولاصقت اسوار القسطنطينية وباشر الجنود من داخل هذه القلاع رمي المدينة بالقذائف والنيران، ثم حاولوا الصعود على الاسوار بالكلاليب والحبال والأخشاب، ولكن مقاومة البيزنطيين «الرومان» ازدادت عنفا وضراوة، فاحترقت القلاع من كثرة ما القي عليها من النيران، فتركها الجنود وتراجعوا الى الوراء بعد ان فقدوا الكثير من الشهداء، ونتيجة للحصار الطويل تهدمت وانثلمث اجزاء كبيرة من اسوار المدينة وابراجها وكثر قتلى البيزنطيين داخل المدينة، فأراد السلطان محمد الثاني «الفاتح» ان يحقن الدماء فارسل رسولا من عنده يدعى «حمزة اسفنديار اوغلو» الى الامبراطور البيزنطي «الروماني» قسطنطين التاسع امبراطور القسطنطينية، وكانت بين الامبراطور والرسول حمزة اسفنديار اوغلو معرفة جيدة وصداقة متينة، ووصل الرسول حمزة الى الامبراطور قسطنطين وعرض عليه مطالب وشروط السلطان محمد الثاني، التي من اهمها تسليم المدينة وخروجه منها بأمان هو وأسرته ومن يرافقه من أهالي المدينة ويتعهد السلطان بأمن وسلام أهل المدينة ويحافظ على أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم ويضمن لهم حتى إقامة شعائرهم الدينية.
ولكن الامبراطور الروماني ورجال حاشيته رفضوا تسليم المدينة وأصروا على مواصلة الحرب، عندئذ قال السلطان المسلم محمد الثاني كلمته المشهورة: «حسنا عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر».

النصر المؤزر

وفي أواخر الحصار ومع اقتراب موعد الحسم، سرت إشاعة بين صفوف الجيش العثماني لمساعدة الرومان المحاصرين في القسطنطينية، فرفعت هذه الإشاعة معنويات المسلمين الذين يحاصرون المدينة، وقبل بدء الهجوم طلب السلطان محمد الثاني من جميع أفراد جيشه صيام يوم الأحد والاثنين 27 و28 مايو 1453 تطهيرا لنفوسهم وتقوية لعزائمهم.
وطول فترة الحصار كان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يتضرعون إلى الله جلت قدرته أن يشد من أزر السلطان محمد الثاني وجيشه وأن يهبهم النصر المبين على أعدائهم. وفي ليلة الثلاثاء 29 /5 /1453 هطلت الأمطار على المدينة فتفاءل المسلمون خيرا بهذه الأمطار فارتفعت معنوياتهم، لأنها ذكرتهم بأمطار ليلة معركة بدر الكبرى أيام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأخذ علماء الجيش العثماني يزفون البشرى بالنصر إلى الجنود المتوثبين للهجوم الكبير.
وفي صباح يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى عام 857 هـ الموافق 29 /5 /1453م تقرر بدء الاقتحام والهجوم الكبير من البر والبحر، وسبقته قراءة آيات من الذكر الحكيم لزرع الراحة والاطمئنان في نفوس الجنود وضباطهم وقادتهم، ومع بداية الخيط الأول من الضياء اندفع الجنود العثمانيون كالسيل الجارف مقتحمين أسوار القسطنطينية وهم يصيحون بصوت واحد «الله أكبر.. الله أكبر» فتسلقوا الأسوار تحت غطاء وابل من نيران المدفعية، ويذكر التاريخ أن معاركا عنيفة دارت داخل أسوار المدنية، وفي ساحات المدينة وشوارعها دافع الرومان عن مدينتهم دفاعا مستميتا وكانت مقاومتهم تزداد ضراوة وشراسة، ولكن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء وهو القائل سبحانه وتعالى في محكم كتابه المبين: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}. ولم تمض ساعات النهار الأولى من يوم الثلاثاء 29 /5 /1453 إلا والأعلام العثمانية ترفرف في سماء القسطنطينية، وخلال المعارك الطاحنة قتل قائد الجيش الروماني جوستنيان وقتل كذلك الامبراطور الروماني قسطنطين التاسع حاكم المدينة، وهكذا بعد حصار دام 51 يوما انبلج غبار المعركة عن نصر مؤزر للقوات المسلمة العثمانية، وسقطت المدينة التي استعصت على المسلمين الأوائل على يد البطل المسلم الشاب العثماني محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد بن مراد الأول، وكان عمر محمد الفاتح آنذاك ثلاثا وعشرين سنة وبذلك.تحققت أمنيته الذهبية التي طالما حلم بتحقيقها وهي فتح مدينة القسطنطينية ليحقق بذلك بشرى الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- فنال بهذا الفتح المبين هو وجيشه الاجر والغنيمة والفأل الحسن وسعد السعود.
وبعد ان تحقق الفتح والنصر المؤزر تقدم المهنئون إلى سلطانهم الشاب محمد الفاتح «أطلق عليه الفاتح بعد ان تم على يديه فتح القسطنطينية» لتهنئته بالنصر والفتح المبين، فقال لهم بكل تواضع «حمدا لله ليرحم الله الشهداء ويمنح المجاهدين الشرف والمجد، ولشعبي الفخر والشكر».
وفي ظهر اليوم الرابع دخل السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية على ظهر جواده يتبعه وزراء دولته وعلماء الاسلام وقادته وجنوده الشجعان، ولما وصل إلى منتصف المدينة، توسط السلطان هذه الجموع المحيطة به وخطب فيهم بلغة عربية فصيحة خطبة موجزة هنأهم فيها بالنصر والفتح المبين واوصاهم بطاعة الله والتواضع وعدم الغرور ومعاملة سكان المدينة بالحسنى والمعروف، وقرأ عليهم بصوته المتهدج فرحا بالنصر بشارة الرسول محمد بن عبدالله- صلى الله عليه وسلم- :«لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش» فانهمرت دموع المسلمين فرحا وشكرا لرب العزة والجلال وسار السلطان بموكبه حتى وصل إلى أكبر كنائيس القسطنطينية وهي كنيسة اياصوفيا وترجل امام الكنيسة التاريخية وانحنى واخذ حفنة من تراب الأرض وبثها فوق رأسه خضوعا وتواضعا وشكرا لله تعالى ودخل الكنيسة وأحسن استقبال رجالها وأمنهم على حياتهم واموالهم ودينهم، ثم طلب السلطان محمد الفاتح من احد المؤذنين المسلمين ان يؤذن للصلاة ايذانا بتحول هذه الكنيسة إلى مسجد جامع عرف فيما بعد باسم «جامع آيا صوفيا» وأمر السلطان بتنظيف الجامع من التصاوير والتماثيل والأوثان النصرانية التي كانت موجودة داخله.
وأعلن السلطان محمد الفاتح بأنه لايعارض في إقامة شعائر ديانة المسيحيين وسلك معهم سياسة التسامح والرأفة وحسن المعاملة، وأعطاهم نصف كنائس المدينة وجعل النصف الآخر جوامع للمسلمين، وأمر ببناء مسجد كبير في قلب المدينة اطلق عليه اسم «جامع السلطان محمد الفاتح» وغير اسم مدينة القسطنطينية إلى اسم «اسلام بول» وهي كلمة تركية تعني بالعربي «عاصمة الاسلام» أو «دار الاسلام» ولكن ونتيجة للنطق التركي العامي غير الفصيح تحولت من كلمة «اسلام بول» إلى كلمة «رستانبول أو اسطنبول» وأقام السلطان محمد الفاتح مدرسة كبيرة ملحقة بجامع آيا صوفيا يدرس فيها العلوم الدينية الاسلامية وبقية العلوم الانسانية والعلوم المادية التجريبية كالطب والهندسة والكيمياء والفيزياء وبنى في مدينة اسلام بول مدينة جامعية ذات ثمانية رواقات وأفنيه تسمى «مدرسة صحن ثمان» يدرس فيها كافة العلوم ودرجتها العلمية عالية جدا وكان السلطان محمد الفاتح يتفقد هذه المدارس بنفسه وله غرفة مخصصة في كل مدرسة يجلس فيها ويجتمع عنده علماء المدرسة ومدرسيها.
وكان يغدق العطايا والاكراميات الكثيرة على العلماء والمدرسين، وكان اللباس المفضل للسلطان محمد الفاتح هو لباس علماء الدين المسلمين.
وعاجلت المنية السلطان محمد الفاتح وهو وسط جيشه في ليلة الجمعة 25 ربيع الاول 886 هـ الموافق 3 مايو 1481م عن عمر يناهز الحادية والخمسين، بعد حكم دام احدى وثلاثين سنة، ولما حضرته الوفاة كان يقود جيشه متوجها لقتال ايطاليا وفتح مدينة «روما» مقر البابويه والعاصمة الثانية بعد القسطنطينية للنصرانية، ولما وصل خبر وفاته الى اوروبا النصرانية احتفلت مدنها وقراها احتفالات متواصلة لمدة ثلاثة ايام اقاموا القداسات والصلوات في كنائسهم وبيوتهم فرحا بموت هذا السلطان المسلم محمد الفاتح ، فاتح القسطنطينية العاصمة الاولى للنصرانية عبر التاريخ.

بقلم: أحمد بن محارب الظفيري
باحث في التاريخ والتراث
«aaldhafiri@yahoo.com»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق