تصميم ومتابعة وتطوير المدونة بواسطة :

تم عمل هذه المدونة بواسطة : أحمد السعيدي
http://aldhafaeri.blogspot.com/


السبت، 28 أبريل 2012

الأمير الثالث عشر الشيخ جابر الأحمد... خيار من خيار


الأمير الثالث عشر الشيخ جابر الأحمد... خيار من خيار


 تميز سمو أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - رحمة الله عليه - بالمآثر الحميدة, والأخلاق العربية الإسلامية الراقية النبيلة, فهو معروف عند الجميع بالتدين ومخافة الله بالسر والعلن. لذلك لا نستغرب هذا الحب الكبير الذي يحمله الناس له في قلوبهم وضمائرهم, فالكل يتضرع إلى الله جل وعلا أن يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته.
 ففي دولة الكويت التعليم والعلاج مجانيان, ولكل مواطن لا يقدر على العمل بسبب المرض أو كبر السن أو الإعاقة أو عدم وجود المعيل , راتب مجز من الدولة يتسلمه في نهاية كل شهر, أما الأطفال الذين لا معيل لهم, فتعيلهم وتحفظ رواتبهم لهم حتى يكبروا.
 وكل الخدمات على مختلف أنواعها تقدم للمواطنين والمقيمين بأسعار رمزية زهيدة مقارنة بغيرها في الدول الأخرى.
إن كل منصف وصاحب ضمير حي يقف إجلالا واحتراما لهذا الأمير الرجل الخير العاقل الحكيم, الذي جعل من دولته موطن خير وسعادة, فهو مبارك ودولته مباركة, فالإنسان على أرضها يشعر بالكرامة والحرية والأمان والطمأنينة.
 ولقد صدق الاستاذ طارق العبيد عندما كتب في جريدة "الوطن" يوم الخميس 29/11/2001م العدد 9268/3714 في صفحة 17 واصفا سمو الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح, في مقالته المعنونة ب¯" مكانة عظيمة لأميرنا في قلوبنا" والتي نقتطف منها الآتي: "يحرص الأمير, وتلك أيضا  عادته, بتقديم العزاء لذوي وأهل المتوفى. فتخيل معي ان يدخل عليك أمير البلاد لكي يقول لك: عظم الله أجرك, وتخيل كذلك ما هو شعور أهل المتوفى تجاه أمير البلاد وهذه لعمري لم أجده في البلاد الأخرى, وهذه نعمة عظيمة نحسد عليها نحن ككويتيين فالشكر لك يارب العالمين بأن اعطيتنا أميراً متواضعاً كجابر الخير.
ولقد التقيت قبل فترة بالشيخ ثامر جابر الأحمد وهو بحق ابن أبيه.. فهو نسخة مكررة من التواضع والشهامة والحب الكبير لأهل الكويت... فقال: "إن هذا الأمر عند الوالد منذ ان كان محافظاً لمدينة الأحمدي"?!
وأنا اقول: ونحن بشهر الخير والتواصل والعطاء - يقصد شهر رمضان - اللهم رب الناس اذهب البأس واشف انت الشافي لا شفاء إلا شفاوك شفاء لا يغادر سقماً لأمير البلاد المفدى".
محاولة الاغتيال
وفي المواقف الصعبة الحالكة تظهر معادن الرجال, فالذهب يبقى ذهبا في كل الظروف والمتغيرات. لقد تعرض سمو الامير جابر الاحمد الجابر الصباح في الساعة التاسعة والربع من صباح يوم السبت 6 رمضان 1405ه¯ ¯ 25 مايو 1985م لمحاولة اغتيال آثمة, قام بها مجرم آثم مأجور (ليس من اهل الكويت) حيث اقتحم بسيارته الملغومة موكب سو الامير بقصد اغتياله, ولكن رب العزة والجلال أنجاه وأنقذه من محاولة الاثمين وكيد الكائدين. وبعد نجاة سموه وسلامته توجه الى الشعب الكويتي عبر الاذاعة والتلفزيون بهذه الكلمة السامية:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
اخواني ابناء بلدي: "قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا" صدق الله العظيم.
لقد سمعتم ما حدث اليوم والمؤمن يسلم أمره الى الله تعالى فهو الحافظ وبيده كل شيء, واود ان اطمئنكم جميعا بأنني الان بخير والحمد لله ومهما نتعرض له من حوادث فان ذلك لن يثنينا ويثني الكويت عن السير في طريق الخير للجميع وان تعمل من اجل الخير لابنائها ولامتنا العربية والاسلامية.
انني اشكركم جميعا لما اظهرتم من مشاعر صادقة, واسأل الله سبحانه ان يبعد عنكم كل مكروه.
كما اود ان اشكر اخواني الرؤساء الذين اتصلوا بي معربين عن مشاعرهم الاخوية التي اعتز بها.
حفظ الله الجميع من كل مكروه ورحم الله الذين راحوا ضحية هذا الحادث الاليم وكتب الله الشفاء للمصابين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد هذا الحادث الاجرامي الذي تعرض له موكب سمو الامير والذي استشهد بسببه اثنان من الحرس الاميري هما الشهيد العريف محمد قبلان العنزي والشهيد الجندي هادي حمد لافي الشمري واصيب فيه 12 شخصا اخرين باصابات مختلفة. نعم كلنا يذكر والناس جميعا في داخل الكويت وخارجها يتذكرون كيف سارت الامور خلال ذلك الوقت ابان وقوع ذلك الحادث الاثم والكل يذكر كيف تحركت الاوضاع في دولة الكويت التي على رأسها سمو الامير جابر الاحمد الجابر الصباح لقد تصرفت كل مؤسسات الدولة بحكمة وهدوء وعالجت السلطات الامنية الوضع بخطة امنية محكمة واعية من دون ضجيج او تشنج, فلا اعتقالات ولا مداهمات ولا اعلان للاحكام العرفية كما جرت العادة في الكثير من دول العالم الثالث وغيرها.. لقد عاش الناس بحالتهم الطبيعية الاعتيادية وكأن شيئا لم يكن.
ولقد صدق اجدادنا العرب عندما قالوا: " الناس على دين ملوكهم"
ورحم الله الأديب الشاعر خالد سعود الزيد الذي هزه الحادث الجلل الذي تعرض له سمو الأمير, فأنشد هذه الأبيات المعبرة عن أنبل المشاعر والأحاسيس:
سلمت وأنت للبلاد السوار
ومعصمها وماحوت البحار
وأنت نهارها مازلت وجهاً
كريما تستقل به العثار
تحييك القلوب وأنت فيها
سليل مودة وأب وجار
وتفديك النفوس ومن عليها
فأنت لكل باصرة نهار
أجابر شعبه مازلت ركناً
به تحمى المواكب والذمار
أجابر شعبه مازلت ركناً
منيعاً ليس يجهده الحصار
أجابر شعبه والليل أضنى
على همم هي الههم الصغار
وأنت بهمة أسنى وأدنى
مراقيها لدى الجلى الكبار
فطب نفساً فأنت بناء قوم
بناهُ على مدامعهم خيارُ
يطيب بذكرك الشرف المعلى
وتزدان السرائر والسرار
سلمت وأنت للبلد السوار
ومعصمها وما حوت البحار
\ من انجازاته وآثاره الخالدة
الأمير الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح - رحمة الله عليه- هو صاحب فكرة تكوين مجلس التعاون الخليجي, فاجتمع كل أهل الخليج العربي في هذا المجلس, فأصبح أنجح منظومة عربية على الإطلاق.
والأمير جابر هو الذي أمر بإنشاء صندوق الأجيال القادمة وهو الذي أمر بإنشاء صندوق التنمية الكويتي, وهو الذي أسقط الديون عن الدول الفقيرة.
أرسل الشاعر الشعبي فهد الجبري هذين البيتين الى الشاعر شريدة المعوشرجي عندما توفى الشيخ جابر - رحمة الله عليه- يقول:
ياشريدة من يعزيني بجابر
راح شيخ كل أبونا فاقدينه
الأحد حطوه في وسط المقابر
مع صلاة العصر كنا دافنينه
ورد الشاعر شريدة المعوشرجي على الشاعر فهد الجبري قائلاً:
 يا فهد راح اللي للعثرات جابر
والذخر باخوانه اللي ساندينه
أسرة لا راح كابر جاك كابر
علمهم فينا ترانا خابرينه

بقلم الكاتب الاستاذ أحمد بن محارب الظفيري
* باحث في التاريخ والتراث
نشر في جريدة السياسة الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق